لحظة فرح .. لحظة ألم ... هي لحظة " تخرجكم "

أخواتي وصغيراتي ... قبل ان تكونو طالباتي ...

بشموخ أقف ..أمامكن ..لأهدي كلمة للذكرى لا أكثر..فلست الأديبة التي ترتب

المفردات .. ولا الفيلسوفة التي تدقق في أقل التفاصيل ..ولكنني معلمة وما أروعها من كلمة..

كل صباح أتحامل على نفسي وأحضر بمزاج متقلب..يوم أكون في قمة

سعادتي..وآخر في بمزاج متعكر..وفي كل الحالات لي هدف واحد وسامٍ ..وهذا

يكفيني..

أدخل عليكم وأنا أحمل بين يدي أقلاما وكتبا ..ألقي التحية (السلام عليكم ورحمة

الله وبركاته)..هناك من ترد علي وأخرى تتجاهلني..

أكتب على السبورة اسم المادة والتاريخ ويسألوني عن المادة ماذا يا أستاذة نخرج

الآن؟؟ فابتسم أحيانا,,وكثيرا ما أثور عليهن..

يلتزمن الصمت بعد تعذيبي ..فلا ألقي بالا..وأبدأ درسي.وبين جدال ونقاش وحوار

..ألتقط أنفاسي لأركز على إجابتهن التي تنهال علي من كل صوب..

أصرخ..لكن؟؟لا مبالاة.. أغضب.. أثور ..أنفجر..وأعتب عليهن كثييييرا.

فيتسابقن إلي للاعتذار وأسمع من المجاملات ما يكفي لإرضائي ..ولكن الجميل

..أنني في الآخر أرضى وأسامح وأتناسى..

يأتي يوم جديد ..آآآآآآآآآآآآه..ليس مختلفا عن سابقه بتغيير بسيط....هدوء.. وشرود.. ومعارضات..إزعاج ..ضحكات..نقاشات

..جدالات لا تنتهي..وكثرة استئذان..بروووووووووووووود..تعليقات..تذمر..لا مبالاة..وأنا مزاجي يتقلب حيثما أكون

يرن الجرس معلنا نهاية الحصة .. وبداية الفسحة..لأجد طالبتي أمام الغرفة

تنتظرني لتسلم علي ..أو لتسألني سؤالا لا علاقة له بالدروس..أو لتعاتبني على

الدرجة التي حصلت عليها..أو لتبرر لي سبب غيابها في الامتحان..وكل الحالات

التي لا استطيع ان امحيها من مخيلتي ....

بالأمس كان ضجيجهن يزلزلني..اليوم لأول مرررة يستمعن إلي بإنصات دون

مقاطعتي..لأن هذه الكلمة وهذه الوقفة هي آخر همسة أستطيع قولها لهن..

أقول لكن :أحببتكن نعم....من كل قلبي..وبقدر هذا الحب يخالجني اليوم شعورين

..أحدهما أقوى من الآخر..شعور الفرحة بقرب تخرجكم ..ورؤيتي لمن علمتهن يوما

يرتدين هذه العباءة السوداء في حلة جميلة لم أعتد على مرآها..فهنيئا لكن

وهنيئا لي بكن.. وشعور آخر هو المسيطر علي اليوم..أنني لن آراكن هنا بعد

اليوم ..ستظل هذه الأماكن تشتاق إليكن بشغف..وستظل روحي تواقة للاستماع

لكن..ستظل أسماؤكن ترن في مسمعي .....

ففي داخلي تراكمات للأيام السالفة .لم أستطع ترتيبها كما يحلو لي ولكن خرجت

..بكل مصداقية..

شكرا لكن ..لأنكن أهديتموني درسا لن أنساه وهو(التعليم رغم مشقته فيه

عذوبته)هذه العذوبة مصدرها انين..أحبكن وسأظل أتذكركن ؟..وستبقى كلمتي

هذه ..وشاحا على صدري مدى الأيام المقبلة ..وآمل أن تكون كلمتي ..ذكرى
تعبق داخل صدوركن للأبد..

وداعا طالباتي وهنيئا لكن المستقبل الجميل الذي يفتح ذراعيه لكن بثقة..وكما

بدأت أنتهي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..)

تحياتي :: أ. انتصار عباس

لحظة فرح .. لحظة ألم ... هي لحظة " تخرجكم " Love209

نعم,,قارب الوقت نهايته ..
الاان العطاء الانساني والمحبة الصادقة والتعاون الفعال لاينتهي ..
والتطلع لطلب العلم والسمو للقمة لاينضب..

فقد احتويتنا في جو مفعم بالعطاء والرغبة الاكيدة في
الوصول للهدف.. وعلمتنا ان نستمر في الجهد للوصول لذاك الهدف.........

نحبك يامعلمتناالراقيه

عدد المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 22/01/2011

.

هذه الذاكرةُ لن تكفّ عن وخزنا بذكراكم ..
و المرحلةُ الزرقاء هذه ، لا يمكن لها أن تتسرّب من قلوبنا ..

هذا الدمعُ الشرسُ الذي يتدحرجُ من عينٍ باتت في حنيـــنٍ يلسعها طول الوقتِ لكم ، ما زال ينهمر منذ آخرِ يومٍ دراسيٍّ حتّى الآن ..

ما زلتُ حتى الآن أحاولُ استيعاب الأمر ..
كيف لنا أن نستقبلَ أيامًا دراسيَّةً تبدأ دون ارتداءِ الزيِّ المزْرَقْ و رنينِ جرسِ المدرسة و أصواتِ الفتياتِ المُختلطةِ و العبور في ممراتِ المدرسةِ وصولاً بالأبواب السماويّة و .......... ..
اوووه ! يا للذاكرةِ المشحونة ! لا أعلمُ كيفَ سـ أعدِّدُ ما بها !
مُهْلِكٌ حقًا هذا الشعور ..!

أفتقدُكم حتمًا .. و من الآن باتَ هذا الاشتياقُ يَفتكُ بي ..

-
للحبِّ أن يُبقينا بذاكرته أبدًا ما بقينا و بقيَ "الاخلاص" ..
و لكم أن تذكرونا بأمكنتنا التي تركناها مجروحةً بـ غياب ..
و مكسورةً بصمتٍ يُبقي فيها رائحةَ الماضي المترمِّد ..
...~

و تيقّني بأننا ما ملكنا ذاكرةً تسرّب الطّيبين منها ..

للقلبِ أن يشتعلَ خُضرةً ربيعيَّــةً بــِكم ..

كوني بخيــرات
محبّتي (F)..

.