.:: // الغفلة \\ ::.

عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 06/02/2011

سلامٌ لكم أحبتي

.

.

نقشت لكم حروفاً من واقع حياتنا لعل أرواح الغفلة تستيقظ من سباتها

وتنهض لتنقش حياتها بتقربها إلى الله

بين زقاق الحياة كان يتمايل والهواء ينجر خلف الهوى ، مستأنساً بلذةِ الوقت التي بين يديهِ ناسياً خوف الإله
، يمرحُ بين قصور الذات، ينهبُ الدنيا اختيالاً يخدع الناس احتيالاً، قد غواهُ الشيطان واستباح الحرمات،
كان بين الناس انساناً عقيم الخلقِ، يتحدى الله في أنفاسهِ، يهجرُ المسجد طوعاً لهواه، يتقن الغِيبة احترافاً،
يسكن دار الدنا بعداً عن الله ولا يخشى التلاق. ينهلُ الكذب مراراً، لعباً كانت حياته، خمرةً كانت دناه، يسجد في الغي طوراً
، يركعُ للمغريات، يقنِتُ حباً لإبليس اللعين، يرتجي منه الثواب، هكذا كان طريقه، منغمساً في لذاتهِ، تاركاً درب السداد.

حتى جاء إنذار الرحيم، حادثٌ كان أليم، ففي كل جمعة من آخر الإسبوع يجتمع العباد تهافتا إلى بيوت الله .. رافعين الأكف التماسا للدعاء
..متضرعين خاشعين .. يهملون الدموع آملين للرحمة والغفران ,, وفي زاوية أخرى اتخذ صاحبنا من هذا اليوم الذي هو عيد من أعياد الله
,, يوما للغرق في المعاصي والملاهي ,, هو أحمد !! الذي باع آخرته حبا لديناه الدنية .. يجتمع في كل جمعة في قبو منزله مع مجموعة
من أخلائه ونظرائه في التصرف والخٌلق !! سامعين للأغاني والطرب التي كانت تعم الأرجاء ,, وكان لذاك الشاب زهرةً صغيرة بريئة
فقدت أمها بفعل أبيها وسوء التعامل التي كانت تتلاقاه منه !!

حتى جاء ذاك اليوم التي ذبلت فيه تلك الطفلة وأصيبت بداءِ شديد عجز الأطباء عن معرفته ومعرفة الدواء المناسب لدائها
ويوما تلو الآخر تسقط أوراق تلك الزهرة البيضاء .. وتكاد أن تموت .. والأب في موقف الحائر اليائس ,, فأي ماء في هذهِ الحياة يروي ضمأ تلك الطفلة !!
لتعود يانعة نظرة ؟!

جلس أحمد على عتبة المنزل واضعا كفيه على خديه .. ودموعه تتساقط من عينه ,, مر به شيخ المسجد بعد ان انتهى من صلاة المغرب فالتفت اليه الشيخ قائلا : ما حل بك يا أحمد !!

فأخبره بمرض ابنته الذي عجز الأطباء عن معرفة علاجه ! فأجابه الشيخ : لعل تلك الطفلة أكلت من مال حرام !! وسار بخطوات هادئة
.. تاركا أحمد في دوامة مما سمعه يلمتس منه أن ينقذه من تلك الدوامة التي تكاد أن تقتلعه !! واستيقظ أحمد من تلك الغفلة التي كان فيها
.. فأخذ يتضرع لله عزوجل في كل ليلة .. ولكن !! رحلت عنه تلك الطفلة مخلفة له كل الأسى والحزن

واحتسب ذلك عند الله ,, وعاد أدراجه لبيت الله !! ولكن الناس لم تعد تعيره أي اهتمام رغم توبته النصوح.
رغم ذلك ظل أحمد معتكفاً في المسجد وبات همه الله ناسياً تلك الدنيا الذي أخذت منه مأخذاً ودفنت فيها وردته، راجياً عفو خالقهِ تاركاً أهوائه خلفه، قانعاً بالقضاء.

حكاية الأمل